كان السادات رجلاً (نرجسـياً) من الدرجة الأولى!
معجباً بنفـسه .. وبآرائه .. وبكل ما يمت لنفسه بصلة!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عندما سقط وهو صغير في الترعة ! وتمّ إنقاذه! عرف أنّ القدر يدّخره لمهمةٍ كبيرة!! ألا وهي:
(رئاسة مصر)!!
كان يقول ذلك عن نفسه!!
وقد تعرضت في حياتي للكثير من الحوادث ونجوت منها!! فماذا يدّخر لي القدر ياترى...؟!!!
كانت السيدة (جيهان السادات) تقول:
بأنّ الزبـيبة التي في أعلى جبهة السادات: هي من أثر السجود!!
ما دعاني لكتابة الموضوع:
هو الحديث عن طبيعة التفكير الرئاسي (المصري)!
منذ جمال عبدالناصر .. مروراً بالسادات .. وانتهاءً بحسني مبارك!
أحببت هنا أن أشير إلى حادثة واحدة فقط تدلل على عقلية (الواد الفاهم .. الحدق) والتي يمتلكها كلّ المصريـين بلا استـثناء!
حاكمين ومحكومين!!
ولكن:
مكمن الخطر أن تحاول استعراض إنجازات وأفكار تلك العـقلية أمام الأمريكان!
ولكن السادات يقول عن نفسه في مذكراته ص: 373:
(( وضح لأمريكا أنـني أتكلم من مركز قوة! وأنّ شعبي كلّه ورائي!
وأنـني قادر على ما لم يجرؤ أي زعيم في العالم العربي أن يقوله أو يفعله طوال
اثـنين وعشرين عاماً))!
أثناء ولاية الرئيس الأمركي (كارتر) ذهب السادات إلى أمريكا!
وتحديداً بعد خلع (شاه إيران) ..
واقتحام السفارة الأمريكية في طهران!
وهناك قرر أن يعرض على الأمريكان آخر ما تفتـقت عنه العقلية المصرية الرئاسية من إبداع!
وقد سجل ( برجنـيسكي) مستشار كارتر للأمن القومي في مذكراته ما حدث في تلك الليلة!
حيث ذكر:
أنّه وأثناء زيارة السادات في أعقاب تلك الحادثة لواشنطن، فوجئ - برجنيسكي- ذات ليلة
بأنّ الرئيس السادات يـستدعيه هو والرئيس كارتر دون سابق موعد او إخطار في قصر الضيافة الذي يقيم فيه!!
وحينما ذهبا إليه أدخلهما في قاعة القصر المخصصة لعقد الاجتماعات!
وجلس برجنيسكي وكارتر في القاعة وحدهما! بينما وقف السادات على المنصة وأمامه شكلٌ كبـير مجسم للكرة الأرضية!
ولأكثر من ساعة أخذ الرئيس السادات يشرح تصوراته عمّا يمكن أن تكون عليه الاستراتيـجية الأمريكية المقبلة في مواجهة الاتحاد السوفيتي والقوى المعادية!
وبدون الوقوع في الأخطاء السابقة مثلما حدث في فيتنام وإيران!!
ويقول برجنيسكي:
إنه جلس والرئيس كارتر كتلميذين غير قادرين على الاستيعاب!
بينما كان الرئيس السادات يشرح نظرياته كأستاذ متمكن في رسم الاستراتيجية العالمية وبحماسٍ شديد!!
وماذا كانت النهاية .. والرؤوية الأمريكية لهذا الدرس ....؟!
يقول برجنيسكي:
إن الرئيس السادات عرض أفكاراً واقتراحات كثيرة ليس هنا مجال لسردها!
ولكن:
يكفي القول بأنّه لو كنّا قد أخذنا بواحدةٍ منها لكانت الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت منذ فترة!!
وقد أثبت هذه القصة الدكتور فتحي عبدالفتاح في كتابه: ثـنائية السجن والغربة!
اليوم:
كم رئيسٍ عربي يـمتلك ذلك الدهاء .. وتلك الحنكة .. والتي كان السادات يمتلكهما...؟!!