لماذا لا نعيش بلا قلب

من منا لم يتحكم به قلبه يوما ما

وكم منا لما يزل واقعا تحت تحكم ذلك العضو به

هل تتذكرون كم مرة أوقعكم قلبكم فى الكثير والكثير من المشاكل

كم شخص اساء اختياره

وكم طريق تاه بنا بين جنباته

وكم ليل سهرناه بسببه

وكم يوم ضاع منا بلا رجعة بسبب حماقة وتهور ذلك القلب

وياله من ساحر ماكر

كيف يستطيع ان يعمى أعيننا عن الواقع وكيف يكون بمقدوره ان يشل عقولنا ويمنعها من

التفكير



فجأة يتساقط فى حب قد لا يعدو مثابة وهم

ويأخذنا معه فى دوامات ودوامات نعيش فيها الظلم والاسى

وبعد ان نخرج منها باعجوبة يكون هو اول المضرورين


فسرعان ما تجد به جرح غائر تركه الحب ذكرى باقية معك ما حييت

ويظل يإن ويإن فيعلو صوت انينه فوق كل صوت

تسمعه مع كل خفقة من خفقاته لتستحيل حياتك الى جحيم

وتغرق فى الم الفراق و احساس الزل والانكسار

ودوائك الوحيد هو النسيان

والعجيبة انه لا يتعظ ابدا

فقبل ان ينسى الحب الأول وقبل حتى ان يلتأم جرحه

حتى تجده وبكل سذاجة يخفق من جديد لحب اخر

ويأخذك من جديد خارج كل حدود المنطق ليعيشك فى جنة من الخيال ونعيم من الوهم

تعيش به حتى يحين الميعاد من جديد ليتجدد الفراق وتتجدد الآلام والأسقام

لماذا لا نتعظ من زلات قلوبنا؟

لماذا نستسلم لها تارة بعد الأخرى؟


هل لأن طعم الوهم الذى نحياه مع الحب الملعون هو أعذب ماتذوقناه فى حياتنا

ومهما كانت طعم الآلام والجراح التى نحياها بعده فإننا نشتاق تذوقه من جديد؟؟

أم أن سحر الحب لاتتحمله القلوب

وسحر القلوب لا تتحمله العقول والابدان

بالله عليكم

أليس من الأفضل ألا نقرب ذلك الشئ من جديد بعد أن علمناه وعلمنا مافيه من ضعف وغش

وخداع؟

أليس من الأفضل أن نحيا بدون ذلك السحر الذى نذوق حلاوته يوم لنظل نتجرع طعم الألم منه

ما بقينا عليه؟

لما يا سادة بعد ان نهرب من أسر الحب نحن له ونرتمى فيه بأسرع مايمكن وكل مرة نقتنع

بأن العيب كان فى الإختيار

وبأننا أخطأنا و قد نصور انفسنا باننا وحوش مزقنا الحمل البرئ الذى يدعى الحب

وبأننا دوما ما نظلم الحب ولا نشك ولو للحظة بأن الحب دائما مايكون هو الضحية

متناسيين انه وحش كاسر لا يأبه لقلوب ضحاياه فيمزقها ويدمر معها حياة من وقعو فيه

لما لا نجرب العيش بدونه؟

لما لا نكون ولو لمرة بلا قلب